ka7rata
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


Eslam Twister
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 الليث بن سعد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
manshy
MR:KA7ROT
MR:KA7ROT



المساهمات : 362
تاريخ التسجيل : 24/08/2007
العمر : 32

الليث بن سعد Empty
مُساهمةموضوع: الليث بن سعد   الليث بن سعد I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 27, 2007 9:24 pm

الليث بن سعد
في ليلة النصف من شبعان المكرم من العام الثالث والتسعين للهجرة (93 هـ) ولد الليث بن سعد في قرية قلقشندة، من أعمال مركز طوخ بمحافظة القليوبية على مقربة من عاصمة مصر. والمصريون يعتبرون ليلة النصف من شبعان ليلة مباركة، وإذن فقد تفاعل أهل الوليد بمقدمه في تلك الليلة، وتفاعل أهل القرية جميعا بهذا القادم الجديد ابن عميد الأسرى الغنية الذي كان يفيض بكرمه على كل من حوله.
ويشاء الله أن يتوفى في ذات الليلة المكرمة .. ليلة النصف من شبعان سنة مائة وخمس وسبعين للهجرة (175 هـ) بعد أن ملأ الدنيا من حوله، بالخير، والعلم، والمعرفة، وآداب السلوك، وأسباب المحبة، على مدى اثنين وثمانين عاما. وما بين سنة 93 هـ وسنة 175 هـ، عرفت مصر دولاة وحكاما وابتليت، بالطغاة من خلفاء وولاة، وأنعم الله عليها فيما أنعم بخلافة عمر بن عبد العزيز، الذي أقام في حلوان من ضواحي الفسطاط.
وهو الذي عرف بالعدل، والحكمة، وحسن سياسة الأمور، وتقوى الله، حتى لقد كان يلقب بخامس الخلفاء الراشدين بعد أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم. ولقد شهد الليث منذ طفولته مظاهر الجور، وبطش الولاة، حتى لقد استقر في نفس الصبي كره للحكم والحكام .. ثم شهد وهو دون العاشرة عدل الخليفة الرشيد عمر بن عبد العزيز، وصور الرخاء التي عمت مصر، حتى لم يعد فيها من يستحق أن تصرف عليه الزكاة، فنهضت الحكومة بتكاليف زواج الشباب، من مهور ومآدب واحتفالات، لا تفرق في ذلك بين المسلمين وغير المسلمين من أهل الكتاب.
وكانت قلقشندة ككل قرى دلتا النيل، بلدا طيب الهواء، خصب الأرض غنيا بالثمرات والخيرات .. تشتهر بجودة الفاكهة. تفتحت عين الصبي منذ وعى الحياة على خضرة الأرض، وانسياب النهر وروعة الحقول والبساتين، والحدائق، وامتلأت رئته الصغيرة بعبق الأزهار، فنشأ يحب الجمال.
ولعله من أجل ذلك عندما شب وتعلم القرآن الكريم وحفظ الحديث، روى أول ما روى من أحاديث: "إن الله جميل يحب الجمال" أكسبته مرائي الجمال في قريته صفاء العقل والذوق والنفس، وحبا للحياة والناس. فما مد بصره قط وهو صغير إلا رأى انفساح الأرض أمامه بألوان الزرع والزهر، حيث يستلقي الأفق على خضرة الحقول أو غابات الشجر والنخيل، وما ألقى السمع قط إلا ليسمع همس الطبيعة وأصوات الماء والشجر، وشدو الطيور عليه، كان يصحو ليستقبل النهار مع شعاع كل يوم جديد .. وما استنشق إلا العبير! لم يعرف الم الحاجة طيلة حياته، ولم يمسه قرح من مطالب الدنيا، وعاش ما عاش متمتعا بكل ما أحله الله من متاع في هذه الأرض.
كان أبوه واسع الغنى، يملك في قلقشندة وما حولها ضيعة خصبة، تنتج خير الثمرات من زرع وفاكهة .. لديه المال والبنون، زينة الحياة الدنيا، وكان الأب يدرك أن العلم هو خير ما يزين الرج العاقل .. وقد نال الأب قسطا من التعليم ولكنه قرر أن يجعل ابنه زينة الحياة الدنيا بحق، فوفر له كل ما يتاح من علوم ذلك الزمان ..! وعائلة الليث مصرية تنحدر من المصريين القدماء .. وقد دخلت في الإسلام وتعلمت اللغة العربية منذ الفتح الإسلامي. وأخذ الأجداد أبناءهم وأحفادهم بالتفقه في الإسلام، وبإتقان لغة الدين الجديد الذي دخلوا فيه .. حتى لقد اشتهر عائلات كثيرة منها عائلة الليث بحفظ القرآن والحديث والشعر والأخبار وفصاحة اللسان.
وكان العرب يطلقون على الذين أسلموا من أبناء البلاد المفتوحة اسم "الموالي" أما الذين لم يسلموا من أهل الكتاب فهم الذميون أو أهل الذمة .. وعلى الرغم من أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد ترك صوتا عظيما يعظ ويعلم حسن السيرة بين الناس منذ قال لهم: "الناس سواسية كأسنان المشط ولا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى".
وعلى الرغم من وضوح هذه التعاليم، فقد كانت العصبية القبلية تملي أحيانا على بعض الولاة إيثار المسلمين العرب الفاتحين على المسلمين من أهل البلاد المفتوحة .. أي الموالي. وهو إيثار لا يرد في توزيع الأموال أو رعاية الحقوق .. ولكنه يفلت عفو الخاطر في التقدير الأدبي. وما كان يمكن أن يرد هذا التمييز في توزيع الثروات، لأن عمر بن الخطاب أخذ بمشورة علي بن أبي طالب فوزع الأرض في البلاد المفتوحة على من يزرعونها، وأخذ منهم نصيب الدولة .. وهكذا كان من بين الموالي أغنياء، ومنهم أسرة الليث ..
وما كان يمكن أن يرد هذا التمييز في الحقوق والواجبات، لأن مثل هذا التمييز يخالف مبادئ الإسلام كما أوردتها نصوص القرآن والسنة. ولكنها مشاعر تفلت على نحو ما في تقلب القلوب. ومن أجل حرص بعض الموالي على أن يتفرقوا .. ولقد تفرقوا حقا. ولكم ضاق خلفاء بني أمية بتفوق الموالي على العرب حتى في اللغة والفقه! وكان علي وبنوه يحسنون تقدير الموالي. وكان من أبرز هؤلاء الموالي الليث بن سعد الذي حفظ القرآن في قريته، وهو صبي، وحفظ كل ما وصل إليه من أحاديث نبوية وكل ما عرفه العصر من تراث الشعر العربي وعلوم اللغة العربية وآثار الخلفاء.
حتى إذا كان في مطلع الشباب وقد استوعب كل ما يمكن أن يصل إلى قريته من معرفة، وجهه أبوه إلى الفسطاط ليعلم علمها ويثقف نفسه بمعارفها .. زوده أبوه بكل ما ينبغي أن يتزود به طالب علم يجب أن يتفرغ نهاره وليله للعلم، ولا يشغله عنه شاغل من هموم الحياة والعيش!
وهاهو ذا فتى فارع القامة مليح الوجه وضئ الابتسامة في سمرة محياه، مطمئن النفس، ناعم البال، في ثياب جميلة. يفوح منه العطر والطيب، تغشى سكينته توترات الشوق إلى المعرفة، نشيط الخطى، مرح، حس الصوت، مشتعل الأعماق، متوقد الذهن، يختلج على الرغم من الدعة بالرغبة الجانحة إلى اقتحام المجهول، واستيعاب كل ما تخفيه الحياة والكلمات من الأسرار .. هاهو ذا بكل فتوته التي تثب به من الصبا إلى الشباب، فتى من القرية يخوض ليل المدينة الكبيرة المضيء بالثقافة والمعرفة.
واتجه إلى جامع عمرو وهو أول مسجد جامع أنشأه المسلمون في أفريقية وجامع عمرو منارة للعلم، مازال يشع منها ما درسه فيه أبو ذر الغفاري وعبد الله بن عمرو، وسائر الصحابة الذين جاءوا إلى مصر منذ الفتح الإسلامي، وعلموا الناس أمور الدين وفقهوهم بالقرآن والسنة، ومازال يتردد في جنبات هذا الجامع الكبير أسلوب مصري لتلاوة القرآن يختلف عن أساليب التلاوة في العواصم الإسلامية الأخرى.
وفي جامع عمرو حلقات كثيرة لدراسة القرآن وتفسيره، ودراسة الأحاديث والسنة والفقه، ترك فيها كل صحابي آثرا .. وفي الجامع إلى جوار ذلك حلقات لدراسة علوم اللغة العربية .. وعلوم اللغة هي أدوات فهم القرآن والحديث، وفي الفسطاط حلقات أخرى لدراسة كل ما كان في مصر من معارف الأقدمين: من مصريين ويونان ورومان وفرس وهنود، وكل معطيات الحضارات التي تزخر بها مصر .. وبهذا تميزت عاصمة مصر عن سائر مدائن الأرض. وأتيح للشباب المتطلع إلى المعرفة أن ينهل من الثقافات المختلفة كما لم يتح لفقيه آخر من معاصريه خارج مصر.
كانت اللغة القبطية لا تزال حية، وإذ كانت تطورا للغة المصرية القديمة (الهيروغلوفيه)، فقد نقلت كل الإعجاز المصري القديم في علوم الفلك والطب والرياضيات والطبيعيات والهندسة ونقلت تراث اليونان والرومان وغيرهم .. ولقد نقل بعض هذا التراث إلى اللغة العربية فأتيح لطلاب العلم أن يعرفوا، وما ظل من تلك المعارف في اللغة القبطية كانت معرفته ميسرة للمثقفين المصريين من مسلمين وأقباط الذين أصبحت اللغة العربية لسانهم بحق، ولكنهم ظلوا على معرفة باللغة المصرية التي كانت لغتهم قبل الفتح الإسلامي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ka7rata.yoo7.com
 
الليث بن سعد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ka7rata :: المنتدى الاسلامى :: شخصيات اسلاميه-
انتقل الى: