عن علي ـ رضي الله عنه
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سئل عن شيء فأراد أن يفعله، قال: نعم وإذا أراد أن لا يفعله سكت، وكان لا يقول لشيء لا، فأتاه أعرابي فسأله فسكت، ثم سأله فسكت، ثم سأله فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "سل" كهيئة المنتهر له: "سل ما شئت يا أعرابي" فغبطناه وقلنا الآن يسأل الجنة، قال أسألك راحلة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لك ذاك" ثم قال: "سل" قال: ورحلها، قال: "لك ذاك" ثم قال: "سل" قال: أسألك زاداً، قال: "ذاك لك" قال: فعجبنا من ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أعطوا الأعرابي ما سأل" قال: فأعطي، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"كم بين مسألة الأعرابي وعجوز بني إسرائيل، ثم قال: إن موسى صلى الله عليه وسلم لما أمر أن يقطع البحر فأنتهى إليه ضرب وجوه الدواب فرجعت، فقال موسى: ما لي يا رب؟ قال: إنك عند قبر يوسف فاحمل عظامه معك، قال: وقد استوى القبر بالأرض، فجعل موسى لا يدري أين هو، فسأل موسى: هل يدري أحد منكم أين هو؟ فقالوا: إن كان أحد يعلم أين هو فعجوز بني فلان ، لعلها تعلم أين هو فأرسل إليها موسى، فانتهى إليها الرسول قالت ما لكم؟ قالوا: انطلقي إلي موسى، فدلينا عليه، قالت: لا والله حتى تعطيني ما أسألك قال لها: لك ذلك، قالت: فإني أسألك أن أكون معك في الدرجة التي تكون فيها في الجنة، قال: سلي الجنة، قالت: لا والله لا أرضى إلا أن أكون معك، فجعل موسى يرادها قال: فأوحى الله إليه: أن أعطها ذلك، فإنه لا ينقصك شيئاً، فأعطاها، ودلته على القبر، فأخرجوا العظام وجازوا البحر".